الصحافة والصحفي المعاصر
مـوقـع الصحافـة والإعــــــــــلام :: الصحافه والإعلام :: الصحافة مهنة ومهارة :: الصحافة والصحفي المعاصر
صفحة 1 من اصل 1
الصحافة والصحفي المعاصر
الصحافة والصحفي المعاصر
تلخيص لكتاب الصحافة والصحفي المعاصر
الدكتور محمد الدروبي دار الفارس للنشر والتوزيع
..يهدف الاجراء الاعلامي إلى تعزيز أو تعديل السلوك البشري إتجاه ظاهرة أو حدث من خلال التجرد في ابراز عناصرها ومسيرة تطورها ,ووضع الحقائق المتعلقة بها في متناول الافراد.
..الفرد بتعرضه للرسائل الاعلامية يجمع معلومات وحقائق لاستخدامها فيما بعد ,ولايقيم حواراً مع مصدر الرسالة, ولا يرد عليه على اعتبار أن المصدر ماهو الوسيط وصولا إلى المعارف والحقائق.
..الرسائل الاتصالية هي الاخرى ترمي الى إحداث تعديل على السلوك لكن ليس بفعل الحقائق المجردة وإنما بفعل الفهم الذاتي لتلك الحقائق , بفعل الربط ((المنطقي)) بين مجموعة من الحقائق وبفعل الفهم الاستخدامي القيمي والايديولوجي لها.
الحدث الاخباري أو البعد الاعلامي ,ما هو إلا مقدمة أو حافز لصياغة التعليق..,
فالتعليق في حقيقته ما هو إلا استجابة تقيمية—تحليلية على رسالة اعلامية سابقة ضمن مجموعة استجابات متشابهة أو مختلفة.
غير أن ملكية الرسالة الاعلامية من قبل طرف سياسي أو اقتصادي,هي التي تمكن استجابة معينة (تعليق)من الانتشار على مستوى الجماهير.
إن أهمية وقوة الرسالة الاعلامية تتوقف على عنصرين أساسين ,هما
كم المعلومات الجديدة التي تقدمها ,
وثانيهما تقديمها الزمني المناسب للاستفادة القصوى مما تتضمنه تلك الرسالة من حقائق.
بنية الرسالة الإعلامية:--
تقوم بنية الرسالة الاعلامية بشكل رئيسي ومحدد على الترابط الوظيفي بين عنصرين معرفيين أساسيين هما العنصر الاعلامي , والحشو
يمثل الاول لبُ الرسالة الاعلامية وجوهرها وأساسها وهدفها ,إذ انه يخدم في تحقيق نقل المعلومات والحقائق الجديدة حول أحداث وممارسات الحياة الاجتماعية إلى الافراد ,
بينما يأتي العنصر الثاني في مهمة تدعيم الأجراء الأدراكي (الاستيعابي )لمضامين الأول ,وذلك من خلال حضوره المحًيد للفوضى في الفهم –بكلمة أخرى, يؤدي الحشو مهمة النقل الدقيق والسليم للمعلومات والحقائق الجديدة.
لكن الحشو بذاته ..لايمتلك أي قيمة إعلامية.
إنه عنصرأساسي وجوهري في بنية الرسالة الإعلامية من كونه يجعلها مفهومة ومقبولة وقابلة للتدوال الاتصالي, فإذا كانت الرسالة بدون عنصرها الإعلامي تفقد مبرارتها وأهميتها الاجتماعية ,
فإن الرسالة الإعلامية بدون الحشو تفقد قابليتها للفهم وللتدوال أي لدخولها حقل الممارسات الاتصالية بين الافراد.
فمفهوم الحشو نشأ أساسا في علم اللغات ..ليدلل على الاحرف والكلمات الزائدة في اللغة والتي لن يؤثر غيابها على عملية استخدام اللغة المعينة بنفس الفاعلية والاقتدار,
لكن الكلمات والاحرف الزائدة في اللغة تخدم في زيادة اليقين والفهم السليم.
في علم البلاغة والاسلوب يستخدم ايضاً مفهوم الحشو معدلاً وفق أحتياجات هذه العلوم , ويعني الزيادة الجميلة أو الجذابة ليشار به إلى ما ليس علاقة مباشرة مع الحدث القصصي أومادة الحديث ,لكنه في نفس الوقت يقدم ويجذب المتلقي مثيراً مشاعره وعواطفه ,بل وموجهاً إياها...
...فالصحفي أو غيره عندما يصوغ رسالة تعبيرية عقلانية,يكثف من جهده للتأثير على المواقف والاراء ,وإقناع الجماهير بمعنى وأهمية حدث ما ,لكن بذلك المعنى الذي يعطيه هو للحدث, والذي يندر تماما أن لايكون منسجماً مع المفاهيم المصلحية والايديولوجية للقائم على صياغة الرسالة.
..الرسائل الجمالية من ناحيتها , تعتمد الوصف بالتعابير المثيرة للمشاعر والعواطف إيجابا ً وسلباً. كما تقدم لنا معلومات وحقائق تساعدنا على معايشة الحدث(موضوعها) معايشة عاطفية—إنفعالية.
فهي على عكس سابقتها ,لاتبرز لنا أسباب المرض وطبيعته والعلاج المناسب ,وإنما تصف لنا حالة المريض ووضعه النفسي في مواجهة مرضه, بما يجعلنا نتخذ موقف أو حتى إجراء عاطفي إتجاهه(تضامن ,مواساة)فالرسالة الجمالية تصف لنا الحدث وتدعنا نعايشه بأشكال عاطفية مختلفة بإختلاف الكوامن الشعورية—الانفعالية النفسية لدينا ,
وبالتالي لمواجهته بأساليب مختلفة , بينما تجهد الرسالة العقلانية –التعبيرية على توحيد مواقف وأحكام البشر بشأن الحدث (موضوعها) وتوحيد تصرفاتهم وإجراءاتهم ما أمكن التوحيد لمواجهته.
الرسائل الجمالية ..تدفع المتلقي لها إلى توجيه سلوكه وإلى إصدار أحكامه تحت ضغط عواطفه وانفعالاته, مما يعني استثمار أكبر قدر من طاقاته في مواجهة الحدث رفضاً وتأييداً.
ولهذا يكثر إستخدامها في الإعلام المصاحب للصراعات بين الدول ,وللصراعات العرقية والدينية وغيرها من الصراعات المصاحية في إطار المجتمع الواحد ..فهي لا تبرز هدفها ,لكنها ترتكز بمجملها على هدف محدد, من خلال التقديم المحدد للحدث إلى الشريحة النفسية –العاطفية للإفراد ,
ومنه تجنيدهم الى هذا الجانب أو ذاك .
النشاط الصحفي هو اليوم تحدي التعامل مع الضوابط بإحترام ولكن بإبداع,
ذاك الإيداع الذي يرتفع وينمو ويسمو من خلال التعلم المستمر والممارسة.
..((يمكنك أن تتعلم دائماً أكثر فأكثر طرقاً لقول الأشياء نفسها ..))
الصحفي ليس بوسعه أن يكتب مزاجياً أو متى شاء أو ماذا شاء.
هو يكتب متى شاءت الأحداث ومتى وقعت ,
يتابعها ويتعامل معها بحذر ومسؤولية ,..فلا يتعامل إلا مع الحقائق , ولا يكتب إلا ما هو أكيد.
التوثيق من المطالب الاساسية لامتهان الصحافة.
*إن أية إجراءات أو نشاطات بشرية قائمة دون توفر معلومات بشإن موضوع النشاط, ماهي إلا نشاطات وإجراءات تكتنفها العشوائية.
إن الصحفي عندما يصنع الحقائق الأولية(يصوغ رسالة إعلامية) لايصنعها أم يجب ألا يصنعها إلا وفق إحتياجات وأذواق الموجهة إليهم ووفق مؤشرات السوق كي تجد طريقها للأستهلاك .
فعموماً الرسالة التي لاتجد من يستهلكها تدلل على عجز صانعها وسوء صناعتها من ناحية أولى ,
وتعبر عن جهد في فراغ من ناحية ثانية.
فهي لاتصنع من صناعتها بل من أجل استهلاكها اليومي المباشر.
لهذا كلما أدت وظيفتها بعملية وسهولة أكبر ,كان الإقبال عليها أكثر,وبالتالي أكتسبت مبررها.
الانطلاق من إدراك المعلومات كبضاعة.
فالحدث الاعلامي أو الاجراء أو حتى العملية الإعلامية لاتقع ولا تكتمل بدون إيجاد علاقة مباشرة بين ثلاث عناصر ,
أي المصدر والرسالة والمتلقي .
.في هذه العلاقة يستطيع فرض شروطه ,فإنه سيكون المتلقي ولاشك لإنه الأقوى والهدف والغاية في هذه العلاقة .
(مجرد إبراز جانب معين من الحدث ((حقائق معينة دون غيرها))هو إجراء مصبوغ بكثير من الذاتية).
كافة وسائل الإعلام المعاصرة تطلب بشكل يقل أو يكثر, نسبة ما من الإثارة في بعض رسائلها الإعلامية.
إن المقال أو التعليق يتضمن فيما يتضمن حقائق وبراهين جديدة وإن لم تكن هي المستهدفة من الإشارة إليها,
...بعض أوجه الإختلاف الجوهرية بينها:--
1/- الكتابة الإخبارية تتخذ من الإحداث والظواهر مادة لها ,فتعلمنا تسجيلياً حولها .
أما بالنسبة للكتابة التحليلية ’فإن الأحداث والظواهر ما هي إلا مقدمتها أو دافعها .
فهي تعمل على تفسير الظروف والارتباطات والأسباب التي أدت إلى نشوء الحدث أو الظاهرة .
وتقدم لنا أحكاماًبشأنها ,وربما أيضاً بعض التببؤات بصدد تطوراته أو تطوراتها المحتملة.
2/-تؤدي الكتابة الإخباريةمهمة إعلامية معرفية مجردة , وينتهي دورها بتأديتها هذه المهمة .
أما الكتابة التحليلية فإنها تؤدي مهمة معرفية –تحليلية وموقفية.
3/-ترمي الكتابة الإخبارية –من الناحية النظرية –إلى زيادة المخزون المعرفي لدى الجماهير بشأن الأحداث والظواهر المحيطة بهم ,
أما الكتابة التحليلية ,فإنها ترمي من الناحيتين النظرية والعملية إلى التأثير المباشر على مواقف الأفراد ومعاييرهم السلوكية وتوجهاتهم المادية والروحية ...الخ..
**الصحافة الجيدة تبدأ بالصحفي الجيد.
أي أن تركيز الصحفي على حقيقة معينة من خلال أعطائها المقام الأول في التسلسل العرضي ,يشد تركيز المتلقي الى الحقيقة ذاتها,ومنه يستفر أهتماماته وأفكاره في إطار محدد من الحقائق.
المبدأ الأكاديمي بهذا الخصوص فأنه يشير إلى أن الحقائق أو المعلومة التي نود ((كصحفيين ))تركيز إنتباه المتلقي عليها ,يجب أن ترد في الجملة الأولى من الصيغة النهائية للخبر.
..لكل خبر وظيفة يؤديها على الوجه الأكمل بمقدار براعة الصحفي في إنتقاء الحقائق وتسلسل عرضها.
..وبالطبع ,تنطوي بعض الأحداث والظواهر على عدد كبير من الحقائق التي يمكن صياغتها بعشرات الأخبار التي تؤدي عشرات الوظائف والأهداف المختلفة,وذلك إعتمادا على كيفية تسلسل إيراد الحقائق.
ولهذا لايجوز الإعتقاد بسهولة صياغة الخبر بما يتفق والوظائف المرجوة منه ,
كما لايجوز إيراد تسلسل الحقائق بعفوية أو مزاجية.
فعلى الصحفي أن يصنف ما يمتلك من حقائق حول الحدث أو الظاهرة ما بين حقائق أساسية وأخرى ثانوية ,ويحدد أهمية الأساسية منها ,وينقلها بتسلسل على انسجام مع أهميتها.
على أن لب الخبر ,أو الحقيقة الأكثر أهمية يجب من حيث المبدأ أن ترد في الجملة الأولى من الخبر ومن ثم تدور الحقائق الاخرى حولها.
..ويفقد صفة الخبر بإزدياد الوصف التوجيهي أو التقيميي غير الضروري لإبراز الحقيقة أو الحقائق الأساسية وتثبيتها.
فالصحفي البارع والخبر الجيد هو الصحفي والخبر الذي يستطيع انطلاقا من انتقاء الحقائق بشإن الحدث أو الظاهرة, ومن عرضها وفق تسلسل معين بلوغ مأربه من صياغة الخبر ونشره.
*قواعد الخبر ومواصفاته:-
.................................قواعد الخبر تضبط إلى حد ما ذاك التأثير على مادة الخبر.
.أربعة مباديء أساسية تضبط طبيعته وأسلوب تقديمه .
1/* قاعدة الأسئلة الخمسة,أو قاعدة ال 5w5
المبدأ القائل بأن الخبر الصحفي لابد أن يجيب على خمسة أسئلة تبدأ كلها بحرف w ,
وهذه هي: من؟who; ;ماذا what;أين ؟where
متى when ; لماذا why
-على المتحدث أن يتحكم أولا بالاجابة عن كافة الأسئلة الجوهرية بخصوص موضوع حديثه ,وبعدها فقط تأتي مسألة كيف يصوغ الحديث بأجمل وأفضل ما يمكن.
.الإجابة عن ستة أسئلة حول حدث أو ظاهرة وهي : ماذا ,لماذا ,متى ,كيف ,من ,أين ؟
الإجابة عن سبعة أسئلة –الإسئلة الستة السابقة ,إضافة الى الاجابة عن مسألة مصدر الخبر,
...قسماً هاما ًمن المحررين ومن علماء الصحافة يصرون على ضرورة بدء الخبر بالإجابة عن اسئلته الخمسة أولا ,ومن ثم التوسع والإجابة عن أسئلة أخرى ,كما تبقى مسألة التسلسل الأفضل عن الاسئلة المطروحة لدى صياغة الخبر موضع خلاف ..إعتماداً على طبيعة الخبر وعناصره ..أداب اللغات المختلفة من وسط لغوي إلى أخر .يتحكم كثيراً بهذا الأمر. وعموماً يُفضل الخبر الذي يبدأ بالإجابة عن سؤال (من)إذا كان الجواب يتعلق بشخصية أو الذي يبدأ بالإجابة عن سؤال (ماذا)إذا كان ما حدث أهم من عناصر الحدث الأخرى ,أو بكلمة أخرى ,البدء بالإجابة عن الإسئلة الخمسة وفق تسلسل أهميتها ,
2/-قاعدة لٌب الخبر:- LEAD OF NEWS
وتقتضي هذه القاعدة أن يتم إبراز لُب الخبر,أو الحقيقة الأهم ,والتي سيدور حولها الخبر في أول جملة منه..تتطلب إظهار أهم الحقائق الواردة في الخبر في جملته الأولى بكل تحديد ووضوح حتى ولو تطلب ذلك تأجيل الإجابة عن باقي الإسئلة.
لإن المطلوب من الخبر أساساً إستقطاب أهتمام المتلقين إلى حقيقة معينة دون غيرها ,وهذا يتم بفضل إبرازها الواضح في الجملة الأولى من الخبر دون ضرورة الإجابة عن الإسئلة الخمسة في هذه الجملة إلا بقدر ما يخدم بروز ووضوح الحقيقة الأهم هذه ,أي لٌب الخبر.
3/-قاعدة الهرم المقلوب THE INVERTED PYRAMID
..لا تتوقف عند مطالبتها بإيراد الحقيقة الأكثر أساسية في قمة الهرم ,وإنما تطالب أيضاً بالتوسع التدريجي من خلال إيراد الحقائق والتفاصيل الهامة ثم الأقل أهمية ,ثم الأقل أهمية ,وذلك بشكل هرمي ,من القمة نحو القاعدة .
4/-قاعدة التأثير المؤجل :-
هذه القاعدة ليست بالأساسية لصياغة الخبر,ويُفضل عدم أستخدامها في الأخبار الجادة..فهي وجدت أصلا ً لجعل الأخبار الخفيفة أكثر جاذبية ..ومفاد هذه القاعدة هو أن يبدأ الخبر بجملة دراماتيكية أو بجملة عاطفية أو شاعرية أو بحكمة أو بقول مأثور أو غيره مما له أن يستنفر إنتباه المتلقي,بدلاً من البدء بلُب الخبر. لإن لب الخبر بهذه الحالة لايحمل المواصفات التي تثير الأهتمام ,وبالتالي يتم تأجيل عرضه إلى ما بعد الجملة أو الجمل (الإبداعية )بهذا المعنى ووفقاً لهذه القاعدة يبدأ الخبر بجملة أو جُمل قصيرة بمثابة المقدمة له والتي يجب أن تلبي وظيفة أثارت إهتمام المتلقي بما سيتضمنه الخبر.
ويرى البعض أن مثل هذه المقدمة أساسية في العمل الإخباري حين يكون الخبر بذاته والحقائق التي يقوم عليها ليست من الأهمية والجاذبية ما يكفي لضمان أهتمام المتلقي بها.
...أنواع الخبر:-الخبرالكتابي,-الخبرالمسموع,-الخبرالمرئي,
1/الخبر التقليدي//2/الخبر التفسيري//3/الخبر المتسلسل
1-:- الخبر التقليدي :-أكثر الأخبار تمامية وكمالية,كما أنه أقل الأخبار من حيث فسح المجال لتدخلات الصحفي على مضمونه .ويتعلق عادة بالإحداث والظواهر التي تنتهي بحدوثها أو ظهورها ,أي ليس لها أستمرارية في الزمان.
ويلتزم الخبر التقليدي تمام الالتزام بواقعد صياغة الخبر (الجديدالصحيح ,الحضور ,العلاقة مع ممارسات ونشاطات الأفراد المتلقين له)كما أنه يتميز باللغة السهلة والوضوح.
الجدير بالذكر أن الخبر التقليدي هو الأكثر إنتشاراً والأدق في نقل الأحداث والظواهر والأقرب إلى الموضوعية ,والآقل تدخلاً من الصحفي على مضامينه الحديثة.
2—الخبر التفسيري :-الخبر من أي نوع كان لايحتمل تدخلات الصحفي إلا من خلال انتقائه الحقائق ومن خلا ل ترتيبه لتسلسلها.
بيد أن عملية انتقاء الحقائق بذاتها هي التي تمكنه من كتابة الخبر التفسيري.إذ يمكن للصحفي بالطبع إدخال حقائق قديمة أو حقائق غير معروفة وعلى علاقة بإبعاد وحيثيات الحدث موضوع الخبر ,والتي من شأنها أن تساهم إسهاماً واضحاً بتفسير الحدث ,بل وتدعم وجهة نظر معينة أو موقفاً محدداً منه.
لكن المحتوى التفسيري الوارد في الخبر لا يصح ابداً أن يكون بصيغة اشارة صريحة أو تعليق صريح على حقائق الحدث الاساسي موضوع الخبر من قبل الصحفي.
المضمون التفسيري بهذا المعنى يقتصر على ابراز حقائق –قديمة أو جديدة –مصاغة اخبارياً وذات علاقة تفسيرية أو حتى تعليقية على الحدث.
وفي الواقع يؤثر هذا النوع من الاخبار بقوة على تحديد مواقف واتجاهات القراء من موضوع الخبر لإنه يضعهم امام مجموعة من الحقائق المنسجمة أو المتناقضة ,والتي لها أن تؤدي الى جعلهم يصنعون مواقفهم اعتقاداً من انهم توصلوا الى ذلك الاعتقاد بمقارنتهم الذاتية للحقائق.
إذا الخبر التفسيري هو الخبر الذي يشتمل إضافة الى حقائق الحدث موضوع الخبر ,يشتمل على حقائق معروفة أو غير معروفة ,قديمة أو جديدة ,ذات صلة بالحدث ,وتوضح أو تفسر أو تعلق بشكل مباشر على الحدث.
فالخبر التفسيري هو الخبر القائم على الحقائق مثله مثل الخبر التقليدي ,والملتزم بكافة قواعد صياغة الخبر ,إلا إن ما يفرقه عن غيره ,شموله على حقائق تفسر وتعلق على موضوع الحدث.
أي أن الحقائق الواردة في هذا النوع من الآخبار لا تكون جميعها بوظيفة إعلام الجماهير بالحادث,وإنما يشتمل على حقائق وظيفتها الأساسية تفسير الحادث والتعليق عليه.
إن الخبر التفسيري ذو تأثير كبير على المتلقي كما سبق ان ذكرنا ,لكن هذا بنهاية المطاف مشروط بقدرة الصحفي على البقاء في إطار وقواعد الخبر لدى صياغته وإيراده الحقائق التفسيرية فيه ,وكذلك على قدرته على سلسلة الحقائق دون ظهوره شخصياً كعامل في تفسير الخبر.
3-الخبر المتسلسل :-
وهو اهم الأخبار واعقدها وأكثرها استخداماً في الحرب النفسية والدعاية المحلية والدولية ..
إن المتسلسل هو ذلك الخبر الذي يتعلق بحدث لاينتهي كموضوع للاخبار بمجرد اعلام الجماهير((هو مجموعة اخبار متتابعة على فترات منفصلة حول حدث لازال مستمراً..))
..الجدير بالذكر هنا أن الصحفي لايمكنه أن يصوغ خبراَبالحقائق الجديدة دون اعادة ذكر الحقائق الأساسية الواردة في الخبر الأول :
..فالخبر اللاحق هو متابعة لتطورات الحدث واعلام الجماهير بهذه التطورات ,
على انه لابد من ذكر الحدث الاساسي والحقائق الاساسية بشأنه وذلك بمثابة التذكير والتعريف لمن فاته التعرف على الحدث الاساسي ,ومن ثم ربطه بالحقائق الجديدة مصاغاَ بذلك خبراً جديداً.
تعامل مع حدث كمادة لخبر متسلسل ,
حاول اكسابه اهمية قصوى مقارنة بغيره من الاحداث المتزامنة معه .
فالمعروف ان وسائل الاعلام تٌكسب الأحداث اهمية ما بالقدر الذي تعالجها وتركز عليها وتشد اهتمامات المتلقين إليها . وبالطبع الخبر المتسلسل ما هو إلا انعكاس أو تعبير عن معالجة واسعة لحدث وتركيز شديد عليه ومحاولة لشد اهتمامات المتلقين إليه ما امكن.
الخبر المتسلسل ,من هنا يمكن ان يأتي تلبية لمطلب معرفي جماهيري ,وذلك عندما يكون للحدث امتداد زمني تطوري ذو قيمة اخبارية من وجهة نظر الجماهير .ولكنه يمكن ايضاً أن يأتي تحقيقاً لتوجهات دعائية عندما ينطوي الحدث بذاته على قيمة دعائية . وبالطبع لايفهم من الدعاية هنا استحضار غير الحقائق أو تفسيرها أو التعليق عليها أو إلقاء الخطابات وطرح الشعارات وما الى ذلك .
مثل هذه الممارسات ليست فقط عاجزة عن تحقيق مأربها التأثيري ,وانما تقود في الغالب الى تأثير عكسي
.فالدعاية المعاصرة والقادرة على التأثير ,هي التي تقوم على الحقائق مستفيدة من تكنيك الكتابة الاعلامية في إحداث التأثير المستهدف , وبخاصة انتقاء الحقائق وكيفية عرضها وانتقاء حوادث مناسبة للخبر المتسلسل ..
من شأن الخبر المتسلسل أن يحقق تأثيراً كبيراً على المتلقي وذلك لإنه :
1/يستقطب ويوجه اهتمام متلقي الرسائل بشكل خاص الى حدث دون غيره
2/بواسطته تستطيع الوسيلة الاعلامية تأدية ميولها الدعائية –القيمية على أكمل وجه ,وذلك بالانتقاء الدقيق للحقائق وبكيفية عرضها .
3/يرفع من مقام واهمية بعض الاحداث وفق توجهات وسياسة الوسيلة الاعلامية ..لايأتي بوظيفة تقديم حقائق جديدة حول حدث سبق وان قدمت حقائق بشأنه.
لذلك نجده يعرض الحقائق الأساسية التي سبق ان وصلت الى المستمع ويربط الحقائق الجديدة بشأن الحدث ذاته معها.
على أن الخبر المتسلسل يجب أن يبدأ دائماً بالحقائق الجديدة حول الحدث ومن ثم يورد الحقائق الأساسية القديمة ..
لإنه فقط بهذه الصيغة ,أي بالبدء بالحقائق الجديدة يلبس ثوب الخبر الجديد حول الحدث نفسه ,ويبتعد تماماً عن التكرار.
وعندما يكون الحدث ذا قيمة دعائية ,لكنه غير بذي بال من المطالب المعرفية الجماهيرية ,يقوم الصحفي أو الوسيلة الاعلامية بإدخال بعض التفاصيل الدراماتيكية أو المثيرة أو الجذابة بهدف استنفار انتباه واهتمام المتلقي.
مواضيع مماثلة
» مدخل إلى الصحافة
» الصحافة مهنة ومهارة
» الصحافة الألكترونية وثورة المعلومات
» الصحافة الألكترونية وثورة المعلومات
» الصحافة مهنة ومهارة
» الصحافة الألكترونية وثورة المعلومات
» الصحافة الألكترونية وثورة المعلومات
مـوقـع الصحافـة والإعــــــــــلام :: الصحافه والإعلام :: الصحافة مهنة ومهارة :: الصحافة والصحفي المعاصر
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى