مـوقـع الصحافـة والإعــــــــــلام
موقع الصحافة والإعلام يرحب بالسادة الزوار

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

مـوقـع الصحافـة والإعــــــــــلام
موقع الصحافة والإعلام يرحب بالسادة الزوار
مـوقـع الصحافـة والإعــــــــــلام
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الطريق إلى الإلدورادو

اذهب الى الأسفل

الطريق إلى الإلدورادو Empty الطريق إلى الإلدورادو

مُساهمة من طرف Admin الأربعاء مارس 10, 2010 2:11 am

الطريق إلى الإلدورادو
بقلم / أحمد عبد الحليم
تروي الأسطورة الكولومبية إنه في قرون مضت كان الـكاسيك ، كما كان يلقبزعيم قبيلته الـ "موزيكا آميرينديان"، يشارك في شعائر دينية غريبة ، كانت تجري فيمنتصف حقل واسع ، كان الزعيم يخلع كل ثيابه ويفرك جسده بغبار الذهب حتى يصبح مشعًا ،ويقف على قارب صغير يرافقه بعض الكهنة إلى أن يصل إلى منتصف البحيرة.
بعد رمي العديد من الجواهر والذهب في البحيرة، كان الزعيم يقفز إلىالماء على هتافات شعبه الذي يحييه على الشاطئ.
هذا الاحتفال يمثل شعائر الـ"إلدورادو" أو الرجل المذهّب، بعد مرورقرون، أصبحت هذه الأسطورة مصدر قوة دافعة للباحثين عن الذهب آلاف الجنود والمغامرينوالرجال الأقوياء صارعوا عوامل صعبة للغاية، احرقوا مدنًا بأكملها وقاموا بمذابحدامية، وكثيرٌ منهم خسروا حياتهم في السعي للوصول إلى الأرض حيث الذهب أكثر وفرة منالحديد، وسبب كل هذا الانجراف وراء أطماع النفس ورغباتها وانعدام الخشية والخوف منالله وعقابه.
قال تعالى: (زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِمِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِوَالْفِضَّةِ) [آل عمران: 17].
أذهل الذهب العالم في كل العصور، قام الحرفيون المصريون بأعمال فنيةمستخدمين هذا المعدن، كقناع الفرعون توت عنخ آمون ، على سبيل المثال.
كان للرومان القدماء شغفٌ حقيقي بالذهب، بعد كل حملة عسكرية، كانتأطنان من هذا المعدن الثمين تنقل إلى روما من المناطق المغلوبة، عند وفاةالإمبراطور أوجستس كان مخزون الذهب في الإمبراطورية الرومانية قد وصل إلى أربعة عشرألف طن.
وبدءا من القرن الخامس عشر الميلادي، بدأ الشغف بالذهب في الممالكالغربية يدفع بالعديد من الأوروبيين، وعلى رأسهم الإسبان للاستيلاء على مناطق واسعةفي وسط وجنوب أميركا، وبهدف تحقيق هذا الهدف، كانوا يقضون على شعوب بأكملها بكلوحشية وانعدام أي شعور إنساني.
ليون ، مؤرخ من القرن السادس عشر الميلادي، سيكون دليلنا الافتراضي فيهذه الرحلة، وبعمله مدونًا للأحداث ، ذهب ليون مع هؤلاء المحتلين المجرمين ليدون مايحدث، وبذلك شاهد العديد من الحوادث المأساوية التي رافقت تلك الاعتداءات.
ففي غضون سنوات قليلة، قامت الفرق العسكرية الإسبانية، بقيادة الجنرالفرانسيسكو بيتزارو بالقضاء على العديد من الحضارات القديمة، كحضارة الإنكا.
من هم الإنكا؟ إن جذور هذا الشعب قد ضاعت في الماضي، وتقول نظريةحديثة الإنكا كمعظم الشعوب ما قبل الكولومبية، كانوا حَفَدَةَ المهاجرين الذين أتوامن آسيا عبر جسر الـ"بيرنج سترايت" قبل أربعين ألف عام، في الوقت الذي وصل جسرجليدي سميك بين القارتين.
بعد الوصول إلى المناطق الشمالية للقارة الأميركية قبل أربعةٍ وعشرينألف سنة تقريبًا بدأ المهاجرون بالانتقال إلى الجنوب واعتمادًا على التاريخ الذيتدل عليه الأدوات الحجرية التي وجدت في المنطقة، فإن السكان وصلوا إلى البيرو منذثمانية عشر ألف سنة تقريبًا.
وما يزال حتى اليوم لغزًا كيف أن حضارة متطورة قوية كهذه قد قامت فيأعالي جبال الأنديز.
في لغة الـ"كوشويا"، كلمة إنكا تعني "الرأس"، ولكن أصل الكلمة يعودإلى اسم قبيلة كانت تعيش بالقرب من بحيرة تيتيكاكا ، وهي الآن مساحة من المياه بينالبيرو وبوليفيا كانت تعتبر مقدسة.
تقع هذه البحيرة على علو اثني عشر ألفًا وخمسمائة قدم، وهي أعلى بحيرةفي العالم، المنظر اليوم ربما لا يختلف عما رآه ليون حين وصل إلى المنطقة، الهنودالحمر الذين يعيشون في المنطقة لازالوا يتنقلون بالـبالزا كأجدادهم، والـبالزا قاربمصنوع من ال"توتورا"، وهو نوع من القصب الذي ينبت في المناطق البرية القريبة منشواطئ البحيرات ولكن هذه القوارب الجميلة عمرها قصير، فبعد مضي سنتين تقريبًا، تبتلهذه النباتات المائية لدرجة فقدان السيطرة على القارب، فَيُتْرَكُ ويبنى غيره،وكأسلافهم، لا يزال الهنود الحمر يستخدمون الـ"توتورا" لبناء منازلهم وأسرّتهم وكلالأدوات المنزلية تقريبًا، هم يصنعون كل شيء من التوتورا، حتى الجزيرة التي يعيشعليها هؤلاء الهنود الحمر مكونة من طبقات متراكمة عبر العصور من هذه النباتاتالمائية، التي صارت مع الوقت جزرًا عائمة.
ويقول بعض علماء الآثار أنه من هنا ومن قرية كهذه بدأ التحرك شمالاً،نحو ما سيسمى لاحقًا بـ"سوزكو"، عاصمة إمبراطورية إنكا ، في عام ألف ومائة قبل ميلادالمسيح عليه السلام.
بعد أربعة قرون تقريبًا من ذلك التاريخ أي في عام ألف وخمسمائة وخمسةوعشرين، غطّت إمبراطورية إنكا مساحة ضمّت معظم تشيلي والأرجنتين وكل بوليفيا وبيرووإكوادور، وجزءًا من كولومبيا، وكان عدد سكانها يتراوح بين خمسة عشر وخمسة وعشرينمليون نسمة، كانت عاصمة هذه الإمبراطورية الشاسعة مدينة سوزكو في وادي فيلكانوتاالخصب، في قلب جبال الأنديز كل أساطير هذا الشعب بدأت من هنا.
إن هندسة المدينة كانت على شكل البوما, وهو حيوان مقدس عندهم، وكانالرأس مكونًا من حصن منيع يدعى الساكزاي هيوامان، الذي يظن أنه كان يضم خمسة آلافمحارب تقريبًا.
من المحتمل أن ليون أصيب بالذهول حين اكتشف أن الملك كان رئيسًالولاية لا تستخدم المال ولا شيء يعد ملكية خاصة لأي أحد فيها.
كان يُفرض على الشعب أن يدفع ضريبة على شكل عمل يعرف بالـ"ميتا" وبسببهذه الضريبة تمكن زعماء الإنكا من بناء قلعة ساكزاي هيوامان الحصينة التي لا تزالحتى يومنا هذا على الرغم من مرور الزمن عليها، تم بناء الحصن على هضبة تحميها ثلاثطبقات من الحيطان علوها ألف ومائتا قدم تقريبًا.
وربما كانت مفاجأة ليون كبيرة حين قابل حضارة تمكنت من بناء عمل هندسيبهذه الضخامة دون أن يتوفر لديها العجلة أو العربة، ولم تكتب المعلومات التقنيةلتنقلها إلى الأجيال القادمة، ولكن هذا العمل كان ممكنًا نتيجة جهود عشرين ألف رجلتم توظيفهم من قبل رجال الملك من كل أنحاء الإمبراطورية، الملك كان رئيسًا لولايةليس لديها سجون، ولكنها كانت تلجأ إلى عقوبات جسدية قاسية، ولاية كانت توزعالمحاصيل على الشعب وربما لم يعرف أحد فيها معنى الجوع، هذه الإمبراطورية لم تَبْنِفقط حصنًا منيعًا، بل بنت أكبر منشأةٍ مائية هي حمامات الـ"تامبوماشاي" في منتصفمدينة سوزكو.
وتقول إحدى الأساطير أن المياه كانت مقدسة ولذا كانت تستخدم لغسلالملك وتطهير جسده قبل الصلاة لإله الشمس الخرافي الباطل.
في عام ألف وخمسمائة وخمسة وثلاثين، وبينما كان ليون يرافق مجموعة من الجنود الإسبان، وصل إلى سوزكو حيث أدهشه جمال المنطقة الخلاب، ولكن هذا لم يوقف مرافقيه، فقد جردت المدينة من كنوزها وأُغِير على المعابد وتم تدميرها واستخدام حجارتها لبناء قواعد إسبانية.
يمكن القول أن سوزكو مدينة استعمارية جزئيًا، فإن أساس بناء اليوم،واستخدام الهندسة التقليدية للأبنية يعود إلى وقت وجود حضارة إنكا القديمة، لقدحاول الإسبان إنشاء عمارات عدة من الأساسات الموجودة ولكن سرعان ما تداعت هذهالأبنية بفعل الهزات الأرضية المتكررة.
ولكن هذا لم يحدث لحيطان الـ"سيكلوبيان" التي بناها الإنكا، التي أخذتهندستها هذه العوامل الطبيعية بعين الاعتبار.
إن كنيسة ودير سانتا دومينجو يمثلان هذه الحالة، فقد بنيا فوق معبدالشمس القديم، الذي كان اسمه الـكورينكانشا" وهو أهم معبد في سوزكو.
ولم يَبْقَ منه سوى عدد من الحيطان المتداعية وبعض الآثار الباقية،على الأرجح، إن ليون تمكن من رؤية هذا المعبد قبل تدميره.
غطى معبد الشمس مساحة ألف وثلاثمائة قدم تقريبًا من كل جهة، وكان يضم عددًا من البيوت الخارجية، بما في ذلك حديقة الذهب وحديقة الشمس، التي كان فيها تماثيل بأحجام طبيعية تمثل الزهور والنباتات والحيوانات، وقد غطيت حيطانها بسبع مئةورقة ذهبية وزن كل واحدة منها أربعة باوندات تقريبًا كما أن المعبد كان يضم كنوزًافي الداخل، ربما لو دخل ليون المعبد لوجد نفسه أمام عدد من المومياءات الملكية، كلواحدة منها جالسة على عرشها الذهبي، ترتدي أثوابًا مكسوة بالعديد من الحلي والجواهرالذهبية.
هذه كانت كنوزًا، يعرض جزءٌ صغيرٌ منها اليوم في متحف الذهب فيالعاصمة ليما، عندما ترون هذه المجموعة المذهلة يمكن للإنسان فهم الشغف الذي دفع بالألف لارتكاب هذه الجرائم والمجازر.
بالإضافة إلى مجوهرات حضارة إنكا كالثوب الاحتفالي المصنوع من ثلاثة عشر ألف طبقة ذهبية، فإن المتحف يحتوي أيضًا على المصنوعات اليدوية التي صنعها عدد من الشعوب التي خضعت للإنكا.
ولكن لنعد إلى سوزكو، أعجب الإسبان بمباني المدينة الجميلة، اليوميمكننا أن نأخذ فكرةً عن مهارات الاثنتي عشرة زاوية، إن الأشكال المختلفة متشابكةمع بعضها البعض من دون استخدام الإسمنت، لقد وضعت بدقة مذهلة لدرجة أن حد السكينيمكنه الدخول فيها.
في هذا الوقت لا يمكننا رؤية المعبد سوى باستخدام الصورة التخيليةالافتراضية، نحن لا نعلم على وجه التأكيد أن كانت المنطقة وهي أحد أهم الأماكن فيإمبراطورية إنكا بأكملها، قد بدت على هذا النحو، فليس هناك رسوم، وإنما أوصاف مبهمة فقط.
فما الذي حصل لذهب مدينة سوزكو؟ تم تذويب الأصنام والجواهر والأعمالالفنية والأشياء المقدسة لديهم لصنع عملة الـ"بيزوس الذهبية" وإرسالها إلى إسبانيالتفريقها أيضًا بين المعتدين، وهكذا خسر ذلك الشعب ثرواته، إن تم تدمير سوزكو، فإنمصيرًا أكثر بشاعة ووحشية كان بانتظار سكانها الذين تمت إبادتهم كلّهم تقريبًا.
ليون، وغيره من مؤرخي تلك الحقبة دونوا ووصفوا الوحشية التي مارسهاالمعتدون المجرمون الأوربيون ضد شعب غير مسلح، لم ينج سوى عدد قليل من الرجال الذينتعرضوا للتعذيب للإفصاح عن المكان الذي خبأ فيه الملك ذهبه، وبالفعل، فإن الإسبانكانوا مقتنعين أن شعب الإنكا خبأ معظم كنوزه في مدن مخفية في الجبال، أحدث هذهالمدن التي بقيت مجهولة لسنوات ثم اكتشفت بطريق المصادفة في عام ألف وتسعمائة وإحدىعشر على يد المؤرخ الأميركي هيرام بينغهام، هذه كانت مدينة ماشو بيتشو الضائعة، وقدأثار اكتشافها عددًا من الأسئلة المذهلة حولها، ما الدور الذي لعبته هذه المدينة فيوقت الاعتداء الإجرامي الإسباني؟ كيف غفل عنها الإسبان؟ وهل كانت فعلاً مدينةالإنكا الأخيرة؟
حتى الآن، ليس هناك جواب نهائي لأي من هذه الأسئلة، بالنسبة لبعضعلماء الآثار، تعد ماتشو بيتشو مركز دفاعي بني لمنع المعتدين من دخول سوزكو عبرالوادي المقدّس بحسب أساطيرهم، بالنسبة للآخرين إنها مكان للعبادة، ومركز عذراواتإله الشمس الخرافي الباطل.
وتبعًا لبعض التفسيرات فإن المعبد كان يستخدم لمراقبة النجوم حيث يمكناليوم رؤية أجمل المناظر للأجسام السماوية وتحركاتها.
وما يمكننا الجزم به أن ليون وغيره من الأسبان لم يصلوا إلى هذهالمدينة، إنه سر كبير، كيف لم يجد أحدهم هذه المدينة الكبيرة، التفسير الذي قدمهعلماء الآثار يدعو إلى المزيد من العجب، وهو أنه حتى الإنكا الذين عاشوا في وقتوصول الإسبان، لم يكونوا على علم بوجود تلك المدينة.
وربما لهذا السبب لم يجدها الأسبان أبدًا.
على الأرجح أن ماتشو بيتشو كانت مهجورة ومدفونة في الغابة في الوقتالذي وصلوا فيه، ولذا فإن الـ"ماتشو بيتشو" ليست أرض إلدورادو الأسطورية، ولكن لاتزال تمثل لغزًا غير محلول، فإذًا أين هي إلدورادو، مملكة الذهب الأسطورية؟ إنالقصص القديمة التي حكاها المؤرخون أمثال ليون تشابكت لتكوّن أساطير كثيرة كلهاتحكي قصصًا مذهلة عن مدينة ضائعة غنية بالذهب والأحجار الكريمة.
ولكن أسطورة إلدورادو غير مرتبطة بالبيرو وبذهب إمبراطورية إنكا،لإيجاد جذورها الحقيقية علينا التوجه شمالاً، نحو كولومبيا، لأنه هناك نشأت أسطورةالرجل المغطى بالذهب من مملكة إلدورادو.
كما ذكرنا سابقًا هذه الأسطورة مرتبطة بشعائر وثنية كانت تحدث فيبحيرة جواتافيتا، التي تبعد ثلاثين ميلاً تقريبًا شرقي بوجوتا، عاصمة كولومبياالحديثة.
يمكننا تخيل دهشة ليون حين سمع بقصة الملك الذي طلي بغبار الذهب ،والجواهر المرمية في أعماق المياه، من المحتمل أنه أيضًا تخيّل الكنوز القابعة فيقاع البحيرة، ولعله تساءل عن أهداف هذه الشعائر الغريبة.
تساءل الباحثون عن معنى هذه الاحتفالات، في عام ألف وتسعمائة وأربعةوخمسين قام عالم آثار كولومبي بتقديم شرح بدا معقولاً، هذا البحث أثبت أنه منذ آلافالسنين في الوقت الذي كان الإنسان يعيش في جبال الأنديز ، وقع نيزك كبير من السماء،كانت كتلة مشعة هبطت فجأة كوميض براق من الذهب، ومن المحتمل أن الهنود الحمر الذينشهدوا الحدث ظنوا أن أحد آلهتهم قد وصل إلى الأرض، ولعلّه احترامًا لهذه الذكرى،ذكرى وقوع وميض من الذهب على الأرض، قام زعيم المويزكا بهذه الشعائر حين كان ينزلإلى ماء البحيرة وجسده مغطى بالذهب .
من المؤكد أن أصل هذه الشعائر لم يكن السر الوحيد في هذا الموضوع،السر الثاني يكمن في الكمية الكبيرة من الذهب التي رمى بها الـ"مويزكا" فيالبحيرة.
من المعروف أن قبائل ال"تييرّا كالينتي"، سكان المناطق الحارة الرطبة،هم الذين كانوا يملكون مناجم الذهب الغنية، وليس هناك من دليل على وجود هذا المعدنالثمين في أي مكان في سفوح بوجوتا حين عاش سكان قبيلة المويزكا.
فكيف حصل الشعب ما قبل الكولومبي على كمية كبيرة من الذهب لرميها فيمياه البحيرة الباردة، كما تروي الأسطورة؟
وكشف اللغز، نتيجة اكتشاف بعض المناجم الموجودة في الجبال غربيبوجوتا، وهذه الجبال تعود إلى زمن الـ"مويزكا" تحتوي على الملح الحجري، الملح الذينستخدمه للطهي، وهو معدن كان يساوي أكثر من الذهب بالنسبة إلى تلك الشعوب.
كان المويزكا يبيعون ذلك الملح في كل أنحاء كولومبيا ولذلك حصلوا علىأرباح جيدة بسببه، ولا يزال هذا الملح يُسْتَغَلُّ حتى يومنا هذا، ولكن المويزكاكانوا يستخدمون ذلك الملح في تلك العصور لشراء المعدن ذي التوهجات الذهبية الذياستخدمه الحرفيون لصناعة العديد من الأشكال الرائعة.
لا يزال بإمكاننا رؤية هذه الأشكال في متحف الذهب في بوجوتا، حيث تعرضأجمل مجموعة في العالم، وبافتتاح المتحف عام ألف وتسعمائة وتسعة وثلاثين م، تمكنتالسلطات في مصرف الجمهورية الكولومبية من الحصول على الكنوز والتحف الكولومبية التيتمثل التراث الكولومبي من جميع المناطق والحدود.
وجمعت الأعمال اليدوية الذهبية الرائعة التي صنعها شعب الـمويزكاووضعت في المتحف، كما أن هناك مصنوعات من قبائل أخرى، على سبيل المثال شعبالـ"سينو" الذي اشتهر بصناعة أشكال من الذهب بصورة مراوح، وكذلك شعوب الـ"توليما" والـ"كويمبايا"، التي صنع حرفيوها أشكالاً رائعة من الحلي الذهبية، والـ"كاسينا" الذين صنعوا جواهر وحليًا متعددة الأشكال.
في وسط كل هذا الجمال، يمكننا التساؤل هل صنعت هذه الحلي فقط لتزيينملابس المحاربين ونسائهم؟
يبدو أن الجواب لا، بعض الدراسات قد برهنت على ذلك، فالنساء لم يلبسنالحلي أبدًا آنذاك، فقط الكهنة والحكام، كان للجواهر قيمة دينية وشعائريةعالية.
الأشكال التي تصور الحيوانات ولا سيما الطيور، صنعت لتقدم هداياللآلهة لزيادة خصوبة الأرض وضمان حصاد وفير، هذه الجواهر مغلفة بسر صغير، يعتقدالعلماء أن لهذه الجواهر تصميمًا يمكن لمهندس متخصص بتصميم الطائرات وحده أن يفهمه،إنه لمن المذهل حين نفكر أنه تم صنعها منذ أكثر من ألف سنة.
العديد من الأغراض الذهبية التي استخدمها الكهنة أو الحكام في حياتهمرافقتهم بعد مماتهم أيضًا، ووضعت هذه الجواهر في توابيت تحت الأرض، وضعت الجثة فيالتابوت إلى جانب الحلي، والأغراض ذات الاستعمال اليومي, لتسهيل رحلة الروح إلىالعالم الآخر وجعلها أكثر راحة بناءً على ديانتهم الضالة قُدَّّمَ العديد منالجواهر هدايا للآلهة، إحداها تعد قطعة ثمينة جدًا، أنه قارب صغير من الذهب والزمردمصنوع لزعيم القبيلة في جواتافيتا، وقد تم اكتشافه مصادفةً في عام ألف وتسعمائةوتسعة وستين من قبل بعض المزارعين في داخل كهف بالقرب من بوجوتا.
الرجل الجالس على العرش هو إلدورادو الرجل المطلي بالذهب، ينتظر الغطسفي مياه البحيرة المقدسة لديهم للحصول على قوى إلهية حسب ما كانوا يعتقدون، وفيالمنظر نفسه هناك رجال يرمون الذهب في البحيرة، على الأرجح كان أولئك كهنة موظفينمهمتهم مرافقة الملك في طقوسه.
فإذًا هل كان هناك ذهب في قاع بحيرة جواتافيتا؟
الجواب لا.
منذ وصول الإسبان، قام آلاف الرجال بالغوص في البحيرة، بعضهم حاولتجفيف البحيرة أيضًا‍! ولكن القصص تقول إن الذهب الذي وجدوه كان قليلاً ولا يستحقالجهد المبذول لاستخراجه.
يحتوي المتحف أيضًا على جواهر الـتايرونا، وهم شعب قبل كولومبي قديمقد انقرض.
صنع هؤلاء أشكالاً متنوعة، منها عقود على شكل الأفاعى أو الضفادع، وهيحيوانات كانت تعد مقدسة مبجلة لديهم.
كان شعب الـ"تايرونا" أحد آخر الشعوب قبل الكولومبية، عاشوا منعزلينفي الـ"سييرا مادري" وهي سلسلة جبال تمتد في شمال كولومبيا يبلغ علوها ستة عشرألفًا وأربع مئة قدم تقريبًا، ومن هنا نشأت القصص الصادرة عن المؤرخين الإسبانأمثال ليون عن أسطورة الإلدورادو واختلطت هذه القصص بأساطير أخرى عن المدن الضائعةفي الغابات والمصنوعة من الذهب الخالص، إحدى هذه المدن كانت شايرانا، وهي الاسمالقديم للمنطقة الأثرية المعروفة باسم بوبليتو، إن الـ"كومينوس دو بييدرا"، الطريقالحجري المتبع اليوم، يعود إلى أيام المؤرخ ليون، أميال طويلة من هذه الطريق رصفتبالحجارة على أيدي الـتيارونا لتسهيل الانتقال من منطقة إلى أخرى.
على الرغم من وجود هذه الطرق، لم يكن من السهل بالنسبة للغزاة الأسبانالوصول إلى المدينة المخبأة في الأدغال، إذ أن النباتات الكبيرة وأوراق الأشجار قدأخفتها جيدًا، ربما كان من المستحيل أن يعرف الإسبان وجهة سيرهم وكانوا معرضينلهجوم العناكب والأفاعي والضفادع السامة، ولكن ما أخافهم أكثر من كل هذا هو الجوعالذي اضطر الكثيرين منهم إلى أكل الجلد الموجود على سروجهم بعد أن أكلوا لحومبغالهم.
ولكن على الرغم من كل هذه المشقات، فإن الرغبة بالوصول إلى الأماكنالتي تحوي الينابيع الذهبية المذكورة في الأساطير الخرافية، دفعتهم للمحاولةمرارًا.
على طول إحدى الطرق المؤدية إلى بوبليتو توجد أحجار كبيرة نقشت عليهابعض الرسوم، يعتقد علماء الآثار أن هذه المنطقة كانت مركزًا لتقديم الذبائح إلىإلههم الشمس ، في الصورة المرسومة على الحجارة.
وأخيرًا ، هذه هي بوبليتو، المعروفة سابقًا بـ"شيرانا" على العكس منيومنا هذا، فقد عاش آلاف السكان في هذه المنطقة في أكواخ مصنوعة من الأخشاب والقشكانت تُبْنَى فوق أحجار دائرية، كانت تستخدم بغرض منع الفيضانات من تدمير الأكواخوفسح المجال للماء للانسياب.
هذا أحد الجداول التي نشأت حولها الأساطير، الانعكاسات الذهبية سببهامعدن ال"ميكا" وهو معدن لديه مزايا الانعكاسات الموجودة في الذهب ذاتها.
ولقد ترجمها السكان المحليون إلى كلمة "ذهب" باللغة الأسبانية.
هؤلاء هم ورثة الـ"تيارونا" الذين كانوا يعيشون في هذه المدينة فيالعصور الغابرة، إنهم ينتمون إلى قبيلة تدعى الكوجيا.
كان التيارونا يهابون الأسبان الذين وصلوا فجأةً مخلفين وراءهم الموتوالدمار بسبب عنصريتهم وجشعهم وانحرافهم، لتفادي المفاجآت جعلوا بعض مناطق الممرملساء لسماع أصوات أقدام الرجال والدواب حين وصولهم إلى أبواب المدينة، بعد مرورخمسمائة سنة، لا تزال هذه المساحات تقوم بعملها الأصلي، مع الأسف، هذه الإشارةالصوتية لم تكن سببًا كافيًا لإنقاذ الـتايرونا من القدر الذي كان بانتظارهموبانتظار كل الشعوب ما قبل الكولومبية، الذين تسببت لهم أسطورة الألدورادو بعذاباتتتخطى بشاعتها الوصف ممن لا يقلون عنهم ضلالاً وفسادًا.
البحث عن إلدورادو كان هوسًا وجنونًا أودى بحياة الملايين من الرجالوالنساء فالطامعون كانوا مجرمين ، وشعوب بريئة ذهبت ضحية العنصرية والحقد والوحشية ،وعلى الرغم من أن الـ إلدورادو لم تكتشف بعد ، فإن البحث عنها متواصل حتى الآن ،والفائز الحقيقي هنا من يتعظ ويعتبر مما أصاب هؤلاء وهؤلاء وما فعلوه فيسعد فيدنياه وآخرته إن شاء الله.


عدل سابقا من قبل Admin في الأربعاء مارس 10, 2010 2:18 am عدل 2 مرات (السبب : [url=https://servimg.com/view/12319042/16][img]https://i.servimg.com/u/f61/12/31/90/42/th/oouo_o10.jpg[/img][/url])

Admin
Admin

عدد المساهمات : 336
تاريخ التسجيل : 24/04/2008

https://ahbf43.yoo7.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة


 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى